اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
كانت المليشيا كيانًا متشظيًا من أول يوم، لكنها إستطاعت أن تخدع نفسها قبل أن تخدع الآخرين، جمعت تحت جناحيها قبائل شتى، أكبرها الرزيقات والمسيرية، تقاسمتا النفوذ والسيطرة وبعض من منسوبي القبائل الأخرى ثم المرتزقة ، لكن ما كان تحت الرماد بين القبيلتين كان كل مرة يشتعل
الخلافات لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت مثل الحمم تحت بركان خامد، ظهرت نذرها الأولى، وتكفلت المصالح المؤقتة بإخفائها لكن الجزيرة، والحصاحيصا تحديدًا، كشفت كل شيء هناك اشتبكت القيادات بداخلها ، وتراكمت الدماء فوق الحقد ، وكان المشهد الأخير في نيالا حيث سقط لواء خلا، لتتأكد المسيرية أن الرزيقات ما عادوا شركاء
شعور بالخيانة إجتاح المسيرية، خصوصًا بعد إغتيال قادتهم وتصفية رجالهم في الخفاء، بينما تُنسب الجرائم كذبًا إلى الجيش السوداني، اللعبة كانت مكشوفة: لوي الذراع باسم التحالف النخبوي، بينما تُدار المعركة من كواليس الطغمة الماهرية
فُتحت أبواب الخروج، وقفز كثير من المسيرية من مركب المليشيا الذي بدا كقارب مثقوب، تتقاذفه أمواج الصراع القبلي والطمع السياسي، التحالف( الرزيقي الماهري) صار له أنياب، وبدأ ينهش حلفاء الأمس ، غرب كردفان جاري تطهيرها من وجودهم، وتبعثرت قياداتهم بين نيالا والجنوب خوفا من طوفان قادم عليهم من القوات المسلحة ، يلوح في الأفق طلاق بائن بين القبيلتين بينونة كبرى !
الرزيقات والمسيرية داخل المليشيا … كان بينهما رباط، والآن، لا حاجة للفكي الذي خطفوا الدودو ! ، ورقة الفرتقة جهزت ، وختمها الفكي قبل أن يخطف بالدم والعار والتاريخ الملطخ بالسوءات التي لا تداري .