اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٦ أذار ٢٠٢٥
وسعت الولايات المتحدة بنك أهدافها العسكرية في اليمن ليطال القيادات الحوثية البارزة تزامنا مع استهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين، في إطار حملة يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستهدف الجماعة المسلحة التي تهدد التجارة البحرية، بينما يسعى أيضا إلى ممارسة ضغوط على إيران.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز إن الضربات نجحت في القضاء على قيادات حوثية بارزة، من بينها مسؤول الصواريخ الأول في الجماعة، غير أن الحوثيين لم يؤكدوا ذلك حتى الآن، حيث اعتادوا التقليل من حجم خسائرهم والمبالغة في نجاح هجماتهم ضد السفن الحربية الأميركية.
وأعلنت جماعة الحوثي، مساء الاثنين، عن سقوط مصابين إثر 8 غارات أميركية طالت محيط مدينة صعدة شمالي اليمن. وتحدثت قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للجماعة في خبر مقتضب عن “عدوان أميركي على محافظة صعدة”.
وقالت القناة لاحقا إن 8 غارات أميركية استهدفت محيط مدينة صعدة أدت إلى إصابات، دون تحديد عددها أو طبيعتها. كما أعلنت عن غارة أخرى استهدفت منطقة “الصبر” بمديرية كتاف شرقي صعدة.
ويرى خبراء عسكريون أن تصعيد الضربات الأميركية على محافظة صعدة ربما يستند إلى قاعدة بيانات ومعلومات استخبارية حددت بنك أهداف حيوية يقود تدميرها إلى إضعاف القدرات العسكرية الحوثية المهددة لأمن الملاحة والسفن الأميركية، فضلا عن تعقب وضرب قادة الحوثيين الذين لجأوا إلى تحصينات بنوها في مناطقهم خلال السنوات الماضية.
ومنذ الخامس عشر من مارس الحالي، تشن الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضد الحوثيين في اليمن، مستهدفة مواقعهم ومخازن أسلحتهم، فيما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء على الحوثيين، محذرا إيران من استمرار تقديم الدعم لهم.
وتعكس الضربات العسكرية الأميركية على الحوثيين إصرارا أميركيا على ردع الحوثيين ووقف تهديدهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل هذه الضربات قادرة على إضعاف الحوثيين بشكل حقيقي، أم أنها مجرد ضربات تكتيكية لا تلامس جوهر القوة الحوثية؟
وتعيق الميليشيا الموالية لإيران حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023، وظلت متواصلة رغم موجات الغارات الجوية السابقة (شنها الأميركيون وحلفاؤهم).
ويشير مراقبون إلى أن إستراتيجية ترامب ضد الحوثيين رغم أنها تُحسّن إستراتيجية بايدن المتقطعة، إلا أنها على الأرجح غير حاسمة.
وبدلا من ذلك ستحتاج الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين إلى تخصيص موارد إضافية تتجاوز الضربات الجوية، بما في ذلك الدبلوماسية والحظر البحري لإغلاق طرق إعادة الإمداد وإنشاء تحالف إقليمي أوسع والضغط على إيران.
وفي حين قد تُسبب الهجمات على القواعد والدفاعات الصاروخية انتكاسات عملياتية قصيرة الأجل للحوثيين، إلا أن الجماعة أثبتت باستمرار قدرتها على التعافي.
ويقول داني سيترينوفيتش، زميل غير مقيم في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الحملة يجب أن تكون مستمرة وأن تلحق أضرارا ممنهجة بالبنية التحتية القيادية للجماعة وقدرتها على إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة حتى تكون فعّالة.
ويشير سيترينوفيتش إلى ضرورة أن يشمل هذا الجهد منع إيران من مواصلة دعم الحوثيين، سواء عبر عُمان أو بحر العرب. كما يجب أن تهدف الحملة في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام الحوثيين، بما سيقوض نفوذ إيران في هذه المنطقة الإستراتيجية.
ويقول الخبراء العسكريون الأميركيون الأكثر تشددا إن الهدف الرئيسي للإستراتيجية العسكرية، والقصف الجوي الأميركي – مهما بلغ من الشدة – لا يمكن أن يحل محل قوة القوات البرية.
واعتبر الأدميرال الأميركي ويلي سيسخر أن الضربات الجوية الأميركية حملة تراكمية تهدف إلى إضعاف الحوثيين وتثبيط عزيمتهم. لكنه أعرب في المقابل عن شكوكه في أن الهجوم سيحقق تلك الأهداف ما لم يُنفذ بالتنسيق مع العمليات البرية.
وفي المقابل، يرى آخرون أن الغارات الجوية الأميركية على الأرجح مجرد بداية لحملة أطول.
وظل الحوثيون ثابتين على موقفهم، مستغلين الصراع لتعزيز مكانتهم المحلية والإقليمية. وهددوا الشهر الجاري بشن هجمات جديدة، مما يعكس صمودهم المستمر.
ويُظهر التاريخ أن غياب إستراتيجية تحالفية أوسع نطاقا ومنسقة تستهدف محور الحوثيين وإيران يعني أن الغارات الجوية لن تكفي وحدها لإخراج الحوثيين من اليمن أو تثبيت الأمن الإقليمي.
وسيطر الحوثيون على جزء كبير من غرب اليمن منذ 2015. وعلى الرغم من سنوات الغارات الجوية فإن الجماعة لا تزال متحصنة.
وفشلت القوة الجوية وحدها في طردها، حيث تكيفت من خلال الحرب غير المتكافئة، والمواقع المحصنة، والأهم من ذلك الدعم الإيراني المتواصل.